السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التطبيب الذاتي حاجة أم تقليد ؟
تعريفه:
التطبيب الذاتي وعرف في فرنسا من قبل مجلس كلية الأطباء بأنه "استخدام الدواء، من دون وصفة طبية، من قبل الناس لأنفسهم أو لأقاربهم وبمبادرة منهم، مع إمكانية تقديم المساعدة والمشورة من الصيادلة.
انعكاساته:
عدم الامتثال لتعليمات الطبيب أو الصيدلي فيما يتعلق
بالجرعة من دواء ما والفاصل بين جرعة وأخرى وفترة العلاج. استعمال المريض في ذات
الحين لمجموعة كبيرة من الأدوية، حيث يتحول بدنه إلى «خزانة للأدوية»، وذلك بسبب
التطبيب الذاتي أو ذهاب المريض إلى أكثر من طبيب «للأخذ بأكثر من رأي» دون إطلاع
هؤلاء الأطباء على الأدوية التي يستعملها والتي يمكن أن تتداخل مع بعضها بعضا في
التأثير، وبالتالي حدوث ما يعرف بالتداخل الدوائي.
نقاش:
دفــعــت عــوامــل اقــتــصــاديــة بالمواطن إلى اختصار
خطوات العملية العلاجية، واللجوﺀ إلى الصيدليات لحل المشكلة الصحية أو الاعتماد على
الثقافة الذاتية والــمــعــلــومــات الــخــاصــة لتناول الأدوية. وبقيت الصيدليات
تقدم للمرضى الــحــلــول عــلــى علاتها بالطريقة التقليدية نفسها ما أدى إلى ازدياد
صرف المضادات الحيوية من دون وصفة طبية.
أما العوامل الاجتماعية فألقت بظلالها على استعمال الدواﺀ
وبات الأفراد يداوون بعضهم البعض، فانتشر التطبيب الذاتي كذلك عشوائية تناول الأدوية.
قلة الوعي الصحي لدى غالبية المواطنين خصوصا ذوي الدخل المتدني
تحول دون اهتمامهم بالاستشارات الطبية ليصبح دور الصيدلاني مضاهياً لدور الطبيب نتيجة
ارتفاع الكشفية المتزامن مع غلاﺀ المعيشة. كما أن المرضى يسعون للحصول على إعفاﺀات
وعــمــل تأمينات صحية بهدف تــوفــيــر ثــمــن الكشفية والــــدواﺀ وحصولهم عليه
بالمجان لتدهور أوضاعهم الاقتصادية.
فالمواطن يجهل أن تناول الأدوية دون استشارة طبية له عواقب
وخيمة قد تتسبب بأمراض خطيرة لا يمكن تشخيصها إلا بعد فوات الأوان.
و هنا السؤال يطرح نفسه هل التطبيب الذاتي
حاجة يسعى إليها الفرد بسبب الغلاء المعيشي أم تقليد ؟